وصلتنى رسالة من د. عادل البلتاجى وزير الزراعة، رداً على ما كتبته فى «الوطن»، منتقداً تصريحاته بشأن عرض مقترحات الهندسة الوراثية على الأزهر، أشكر له اهتمامه بالرد، وأشكر له أيضاً توضيح موقفه، وأنه ضد هذا الخلط، وتأكيده أنه لم يصدر عنه ما يشير إلى هذه النية أصلاً، لأنه رجل مؤمن بالبحث العلمى الذى له آليات مختلفة تماماً، ولذلك فالرأى الذى يتبنّاه هو أنه لا ينبغى الزج بمؤسسة الأزهر فى مثل هذه المسائل العلمية المتخصصة والدقيقة، يقول «د. البلتاجى» فى رسالته: طالعت بكل الاهتمام مقالكم بجريدة «الوطن» بتاريخ 14/12/2014 تحت عنوان «وزير الزراعة والهندسة الوراثية الشرعية الحلال»، وذلك على خلفية ما نشرته جريدة «المصرى اليوم»، تحت عنوان «الزراعة: عرض مقترحات الهندسة الوراثية على الأزهر لبيان موقف الدين»، وفى هذا الصدد أودّ أن أحيط سيادتكم علماً بأن مسيرة دخول مصر مجال البحث العلمى فى الهندسة الوراثية قد مرت بمراحل عديدة منذ ثمانينات القرن الماضى، بإنشاء ثانى أكبر المعاهد البحثية المتخصصة فى قارة أفريقيا، بعد دولة جنوب أفريقيا، ألا وهو معهد بحوث البيوتكنولوجى والهندسة الوراثية، الذى صدر بشأنه القرار الجمهورى رقم 282 لسنة 1988 بإنشائه، سبقت ذلك مباحثات عديدة مع الجهات الدولية المانحة، وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة للتنمية، وقد أشرفت على هذه المباحثات التى أدت إلى تمويل وإنشاء المعمل القومى للهندسة الوراثية الزراعية، ثم قامت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى باعتماد هذا المعمل، ليكون «معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية» التابع لمركز البحوث الزراعية، ومع دورى كمدير للمركز الدولى للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة خلال الفترة من 1995 وحتى 2006، فقد دفعت لتوسيع العمل فى مجال البيوتكنولوجى، والمحاضرة فى كثير من المؤتمرات الدولية عن أهمية الهندسة الوراثية فى زيادة الإنتاج وتحسين نوعية المحاصيل الزراعية، وكذا إيجاد تراكيب وراثية تتحمّل درجات حرارة أعلى وتستهلك مياهاً أقل. وختاماً، وعلى الرغم من تبجيلنا للجامع الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء، فلا يُعقل بعد كل هذه السنوات الطويلة من العمل فى البحث العلمى أن نقوم بإقحام تلك المؤسسة الدينية الجليلة فى أشياء نعتقد أنها لا تحتاج إلى هذه المبادرة التى ادعتها علينا جريدة «المصرى اليوم»، وإنى إذ أشكر لكم اهتمامكم بأمور البحث العلمى الدقيق ومحاربتكم طوال مسيرتكم العلمية والإعلامية -التى أتابعها بكل اهتمام- لكل ما هو مدسوس على البحث العلمى، مع خالص تحياتى. انتهت الرسالة، ولكن لم تنتهِ محاولات الزج بالمؤسسة الدينية فى مسائل وقضايا علمية مكان مناقشتها المعامل ومدرجات الجامعات وساحات المؤتمرات، وليس منابر الجوامع أو هيئات الفتاوى.